أحمد يونس (( جارح ViP ))
عدد المساهمات : 1102 البلد : سوريا العمر : 28 العمل/الترفيه : أورغ - نت - بيرتون - المزاج : مرح و فضولي الطليعة : طليعة العقرب تاريخ التسجيل : 01/03/2009 نقاط العضو في المنتدى : 36356 سمعة الجارح في المنتدى : 7 الأوسمة :
| موضوع: أصحاب الفيل 16/6/2009, 6:03 pm | |
| أصحاب الفيل
موقع القصة في القرآن الكريم
ورد ذكر القصة في سورة الفيل الآيات (1- 5 )
قال تعالى :
" أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5) " .
القصة
كانت اليمن تابعة للنجاشي ملك الحبشة . وقام والي اليمن ( أبرهة ) ببناء كنيسة عظيمة ، وأراد أن يُغيّر وجهة حجّ العرب . فيجعلهم يحجّون إلى هذه الكنيسة بدلاً من بيت الله الحرام .
فكتب إلى النجاشي : إني قد بنيت لك أيها الملك كنيسة لم يبن مثلها لملك كان قبلك , ولست بمنته حتى أصرف إليها حج العرب .
إلا أن العرب أبوا ذلك ، وأخذتهم عزتهم بمعتقداتهم وأنسابهم . فهم أبناء إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ، فكيف يتركون البيت الذي بناه آباءهم ويحجّوا لكنيسة بناها نصراني !
وقيل أن رجلاً من العرب ذهب وأحدث في الكنيسة ت(((( كلمة مخالفة عييب ))))اً لها . وأن بنو كنانة قتلوا رسول أبرهة الذي جاء يطلب منهم الحج للكنيسة .
فعزم أبرهة على هدم الكعبة . وجهّز جيشاً جراراً ، ووضع في مقدمته فيلاً مشهوراً عندهم يُقال أن اسمه ( محمود ) . فعزمت العرب على قتال أبرهة . وكان أول من خرج للقاءه ، رجل من أشراف من اليمن يُقال له ( ذو نفر) . دعى قومه فأجابوه ، والتحموا بجيش أبرهة . لكنه هُزِم وسيق أسيراً إلى أبرهة .
ثم خرج نفيل بن حبيب الخثعمي ، وحارب أبرهة . فهزمهم أبرهة وأُخِذَ نفيل أسيراً ، وصار دليلاً لجيش أبرهة . حتى وصلوا للطائف ، فخرج رجال من ثقيف ، وقالوا لأبرهة : أن الكعبة موجودة في مكة ( حتى لا يهدم بيت اللات الذي بنوه في الطائف ) وأرسلوا مع الجيش رجلاً منهم ليدلّهم على الكعبة !
وكان اسم الرجل ( أبو رغال ) . توفي في الطريق ودُفن فيها ، وصار قبره مرجماً عند العرب . فقال الشاعر :
وأرجم قبره في كل عام * * * كرجم الناس قبر أبي رغال
وفي مكان يُسمى ( المغمس ) بين الطائف ومكة ، أرسل أبرهة كتيبة من جنده ، ساقت له أموال قريش وغيرها من القبائل . وكان من بين هذه الأموال مائتي بعير لعبد المطلب بن هاشم ، كبير قريش وسيّدها . فهمّت قريش وكنانة وهذيل وغيرهم على قتال أبرهة . ثم عرفوا أنهم لا طاقة لهم به فتركوا ذلك .
وبعث أبرهة رسولاً إلى مكة يسأل عن سيد هذا البلد , ويبلغه أن الملك لم يأت لحربهم وإنما جاء لهدم هذا البيت , فإن لم يتعرّضوا له فلا حاجة له في دمائهم ! فإذا كان سيد البلد لا يُريد الحرب جاء به إلى الملك . فلما أخب الرسول عبد المطلب برسالة الملك ، أجابه : والله ما نريد حربه وما لنا بذلك من طاقة . هذا بيت الله الحرام . وبيت خليله إبراهيم عليه السلام . فإن يمنعه منه فهو بيته وحرمه , وإن يخل بينه وبينه فوالله ما عندنا دفع عنه .
ثم انطلق عبد المطلب مع الرسول لمحادثة أبرهة . وكان عبد المطلب أوسم الناس وأجملهم وأعظمهم . فلما رآه أبرهة أجلّه وأعظمه , وأكرمه عن أن يُجلسه تحته , وكره أن تراه الحبشة يجلس معه على سرير ملكه . فنزل أبرهة عن سريره , فجلس على بساطه وأجلسه معه إلى جانبه . ثم قال لترجمانه قل له : ما حاجتك ؟ فقال : حاجتي أن يردّ عليّ الملك مائتي بعير أصابها لي . فلما قال ذلك , قال أبرهة لترجمانه قل له : قد كنت أعجبتني حين رأيتك , ثم قد زهدت فيك حين كلمتني ! أتكلمني في مائتي بعير أصبتها لك وتترك بيتاً هو دينك ودين آبائك قد جئت لهدمه لا تكلمني فيه ؟ قال له عبد المطلب : إني أنا رب الإبل . وإن للبيت رب سيمنعه . فاستكبر أبرهة وقال : ما كان ليمتنع مني . قال : أنت وذاك ! فردّ أبرهة على عبد المطلب إبله . | |
|
أحمد يونس (( جارح ViP ))
عدد المساهمات : 1102 البلد : سوريا العمر : 28 العمل/الترفيه : أورغ - نت - بيرتون - المزاج : مرح و فضولي الطليعة : طليعة العقرب تاريخ التسجيل : 01/03/2009 نقاط العضو في المنتدى : 36356 سمعة الجارح في المنتدى : 7 الأوسمة :
| موضوع: رد: أصحاب الفيل 16/6/2009, 6:05 pm | |
| ثم عاد عبد المطلب إلى قريش وأخبرهم بما حدث ، وأمرهم بالخروج من مكة والبقاء في الجبال المحيطة بها . ثم توجه وهو ورجال من قريش إلى للكعبة وأمسك حلقة بابها ، وقاموا يدعون الله ويستنصرونه . ثم ذهب هو ومن معه للجبل .
ثم أمر أبرهة جيشه والفيل في مقدمته بدخول مكة . إلا أن الفيل بَرَكَ ولم يتحرك . فضربوه ووخزوه ، لكنه لم يقم من مكانه . فوجّهوه ناحية اليمن ، فقام يهرول . ثم وجّهوه ناحية الشام ، فتوجّه . ثم وجّهوه جهة الشرق ، فتحرّك . فوجّهوه إلى مكة فَبَرَك .
ثم كان ما أراده الله من إهلاك الجيش وقائده , فأرسل عليهم جماعات من الطير ، مع كل طائر منها ثلاثة أحجار : حجر في منقاره , وحجران في رجليه , أمثال الحمص والعدس , لا تُصيب منهم أحداً إلا هلك . فتركتهم كأوراق الشجر الجافة الممزقة . فهاج الجيش وماج ، وبدوأ يسألون عن نفيل بن حبيب ; ليدلهم على الطريق إلى اليمن .
فقال نفيل بن حبيب حين رأى ما أنزل الله بهم من نقمته :
أين المفر والإله الطالب * * * والأشرم المغلوب ليس الغالب
وقال أيضاً :
حمدت الله إذ أبصرت طيرا * * * وخفت حجارة تلقى علينا
فكل القوم يسأل عن نفيـل * * * كأن علي للحبشان دينـا
وأصيب أبرهة في جسده ، وخرجوا به معهم يتساقط لحمه قطعاً صغيرة تلو الأخرى ، حتى وصلوا إلى صنعاء , فما مات حتى انشق صدره عن قلبه كما تقول الروايات .
إن لهذه القصة دلالات كثيرة يصفها الأستاذ سيّد قطب رحمه الله في كتابه ( في ظلال القرآن ) :
فأمّا دلالة هذا الحادث والعبر المستفادة من التذكير به فكثيرة . .
وأول ما توحي به أن الله سبحانه لم يرد أن يَكِلْ حماية بيته إلى المشركين ، ولو أنهم كانوا يعتزون بهذا البيت , ويحمونه ويحتمون به . فلمّا أراد أن يصونه ويحرسه ويُعلن حمايته له وغيرته عليه ترك المشركين يهزمون أمام القوة المعتدية . وتدخلت القدرة سافرة لتدفع عن بيت الله الحرام , حتى لا تتكون للمشركين يد على بيته ولا سابقة في حمايته , بحميتهم الجاهلية .
كذلك توحي دلالة هذا الحادث بأن الله لم يُقدَّر لأهل الكتاب ( أبرهة وجنوده ) أن يُحّطموا البيت الحرام أو يُسيطروا على الأرض المقدسة . حتى والشرك يُدنسه , والمشركون هم سدنته . ليبقي هذا البيت عتيقاً من سلطان المتسلطين , مصوناً من كيد الكائدين .
ونحن نستبشر بإيحاء هذه الدلالة اليوم ونطمئن , إزاء ما نعلمه من أطماع فاجرة ماكرة ترف حول الأماكن المقدسة من الصليبية العالمية والصهيونية العالمية , ولا تني أو تهدأ في التمهيد الخفي اللئيم لهذه الأطماع الفاجرة الماكرة . فالله الذي حمى بيته من أهل الكتاب وسدنته مشركون , سيحفظه إن شاء الله , ويحفظ مدينة رسوله من كيد الكائدين ومكر الماكرين !
والإيحاء الثالث هو أن العرب لم يكن لهم دور في الأرض . بل لم يكن لهم كيان قبل الإسلام . كانوا في اليمن تحت حكم الفرس أو الحبشة . وكانت دولتهم حين تقوم هناك أحياناً تقوم تحت حماية الفرس . وفي الشمال كانت الشام تحت حكم الروم إما مباشرة وإما بقيام حكومة عربية تحت حماية الرومان . ولم ينج إلا قلب الجزيرة من تحكم الأجانب فيه . ولكنه ظل في حالة تفكك لا تجعل منه قوة حقيقية في ميدان القوى العالمية . وكان يمكن أن تقوم الحروب بين القبائل أربعين سنة , ولكن لم تكن هذه القبائل متفرقة ولا مجتمعة ذات وزن عند الدول القوية المجاورة . وما حدث في عام الفيل كان مقياساً لحقيقة هذه القوة حين تتعرض لغزو أجنبي .
وتحت راية الإسلام ولأول مرة في تاريخ العرب أصبح لهم دور عالمي يؤدونه . وأصبحت لهم قوة دولية يُحسب لها حساب . قوة جارفة تكتسح الممالك وتحطم العروش , وتتولى قيادة البشرية , بعد أن تزيح القيادات الضالة . ولكن الذي هيأ للعرب هذا لأول مرة في تاريخهم هو أنهم نسوا أنهم عرب !
نسوا نعرة الجنس , وعصبية العنصر, وذكروا أنهم ومسلمون . مسلمون فقط . ورفعوا راية الإسلام , وراية الإسلام وحدها . وحملوا عقيدة ضخمة قوية يهدونها إلى البشرية رحمة براً بالبشرية ; ولم يحملوا قومية ولا عنصرية ولا عصبية . حملوا فكرة سماوية يعلمون الناس بها لا مذهباً أرضياً يخضعون الناس لسلطانه . وخرجوا من أرضهم جهاداً في سبيل الله وحده , ولم يخرجوا ليؤسسوا إمبراطورية عربية ينعمون ويرتعون في ظلها , ويشمخون ويتكبرون تحت حمايتها , ويخرجون الناس من حكم الروم والفرس إلى حكم العرب وإلى حكمهم أنفسهم !
إنما قاموا ليخرجوا الناس من عبادة العباد جميعاً إلى عبادة الله وحده . عندئذ فقط كان للعرب وجود , وكانت لهم قوة , وكانت لهم قيادة . ولكنها كانت كلها لله وفي سبيل الله . وقد ظلت لهم قوتهم . وظلت لهم قيادتهم ما استقاموا على الطريقة . حتى إذا انحرفوا عنها وذكروا عنصريتهم وعصبيتهم , وتركوا راية الله ليرفعوا راية العصبية نبذتهم الأرض وداستهم الأمم , لأن الله قد تركهم حيثما تركوه ، ونسيهم مثلما نسوه !
وما العرب بغير الإسلام ؟
ما الفكرة التي قدموها للبشرية أو يملكون تقديمها إذا هم تخلوا عن هذه الفكرة ؟
وما قيمة أمة لا تقدم للبشرية فكرة ؟
إن كل أمة قادت البشرية في فترة من فترات التاريخ كانت تمثل فكرة . والأمم التي لم تكن تمثل فكرة كالتتار الذين اجتاحوا الشرق , والبرابرة الذين اجتاحوا الدولة الرومانية في الغرب لم يستطيعوا الحياة طويلاً , إنما ذابوا في الأمم التي فتحوها . | |
|