الحركة الكشفية في اللاذقية منذ ثلاثينيات القرن الماضي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اشتهرت الحركة الكشفية في الثلاثينيات من القرن الماضي وكان لها دور كبير في جميع المحافظات السورية ومنها اللاذقية حيث شكلت حركة تربوية وطنية لحماية الوطن والذود عنه.
ويصف فريق من شباب الكشافة فى محافظة اللاذقية الحركة الكشفية بأنها رسالة سامية وخدمة وطنية قامت بواجبها نحو المواطنين من تقديم العون والمساعدة أثناء الانتداب الفرنسي على سورية فقد كان القسم الأعظم من الكشافة يقوم بحفظ الأمن والنظام وتأمين المواد الغذائية في أزمات الصراع مع الفرنسيين وكان الكشاف يمثل اليد اليمنى والقوية للتنظيم العسكري الوطني وكانت فرق الكشافة تجوب أحياء المدينة وموسيقاها تعزف بأبواقها وتضرب بطبولها معزوفاتها الوطنية في سبيل المجد والأوطان نحيا ..ونحن الشباب ..وموطني ..وذلك صباح كل جمعة زاهية بلباسها المميز حتى تصل إلى حديقة البطرني فيجتمع معها لفيف من المنتظرين هناك ينتظمون على شكل دائري ويستمر العزف حتى الظهيرة.
وتم تأسيس أول فرقة كشفية في اللاذقية عام 1932 سميت ابن هاني وعدد اعضائها لم يتجاوز العشرين وعندما بلغ عددها الخمسين التحقت بالمقر العام لكشافة سورية وبيروت وأتت أول انطلاقة وتمثيل لهذه الحركة في مخيم بيروت ثم في دمشق ومن ثم تشكل فوج في مدرسة المساعي الخيرية الاسلامية بقيادة المرحوم عبد الله جاديبا وكان لها شأن علمي وكشفي لغناها بمواهبها وآلاتها النحاسية وقامت برحلات كشفية ومعسكرات في جميع المحافظات السورية.
وتشكلت بعدها فرقتان ربيعة بقيادة شفا وكيل وفرقة العمال بقيادة الشريف زين العابدين آل الفضل وكان شعارها بالعلم والعمل يتحقق الأمل وهي كشفية موسيقية ورياضية اتخذت مقراً لها في نادي حطين حالياً وتم تمويلها المادي من اشتراكات أعضاء الفرقة شهرياً وتم تشكيل نادي الهوفتن الرياضي في عام 1932 وهوفرقة كشفية بقيادة الباروك ميساك الابوظايان وضمت اليها كشاف جدد واهتم كل من تولى رئاستها بتحسين وضعها وازدياد نشاطاتها عبر المهرجانات والاحتفالات الوطنية.
وهكذا انتشرت الفرق الكشفية ولم تقتصر على الأهلية وانما عممت على المدارس حيث تشكلت أول فرقة كشفية مدرسية في عام 1932 في مدرسة المأمون بقيادة عدنان طريفي ثم انتشرت في المدارس الخاصة والحكومية وفي عام 1951 زار الكولونيل وليس المدير العام للمكتب الكشفي الدولي مدينة اللاذقية واستقبلته مفوضية كشافة محافظة اللاذقية وسجل كلمة شكر في سجل المذكرات الرسمية مبيناً فيه انها كانت من افضل المستويات الكشفية فى العالم.
يذكر أن الكشافة كانت في المرحلة الاولى عبارة عن نشاطات اجتماعية ووطنية ورياضية وسباق الخيل والدراجات والمسير وحفلات السمر الليلية ومسيرات الشوارع على ضوء المشاعل فضلا على اقامة المخيمات الخارجية والمعسكرات الذي كان يغلب عليها صفة الترويحية واقيم أول معسكر كشفي في اللاذقية في عام 1945 ضم أكثر من 3000 كشاف بقيادة شفا وكيل وكان التدريب مقتصراً على المعلومات الاولية للمبادى الكشفية ونشاطات أخرى كثيرة ثم توقفت فيما بعد نشاطات الفرق الاهلية للمرحلة الاولى وبرزت نشاطات الحركة الكشفية للمرحلة الثانية باسلوب الافواج ضمت ستة افواج اضافة إلى الفوج البحري في مدينة بانياس.
وفي أواخر الستينيات ظهرت مجلة كشفية صدرت عن الفرقة الثانية البحرية باللاذقية سميت حدقة الكشافة تناولت مواضيع اجتماعية وتربوية وأصدرت كتابا عن الحركة الكشفية محلياً وعالمياً وأبرزها كتاب مرشد الكشافة لحسين صبري وفوزي فرغلي وكان لتسلم عناصر شابة دورها بقيادة الحركة الكشفية في المنطقة بعد عام 1963 الدور الايجابي والفعال لتطور العمل الكشفي في المنطقة فقد تحول دور الحركة الكشفية عن دورها التقليدى للمشاركة في الاحتفالات والمناسبات إلى كشفية التربية اذ أدخلت المواد التربوية في برامجها وأصبح للدورات التدريبية خارج وداخل سورية الاثر الفعال في التطور واصبحت تضم كل مراحل الحركة من أشبال وكشافة بشقيها المبتدى والمتقدم والجوالة.
وفي أوائل الثمانينيات توقفت الحركة الكشفية لفترة من الزمن وعادت مؤخراً إلى ممارسة نشاطها مرة أخرى وأداء دورها التربوي والوطني.