كان بيليه رمزا فريدا لحقبة ذهبية في تاريخ الكرة البرازيلية وكان يتمتع بجميع المهارات المطلوبة في نجم كرة القدم.
فقد كان لديه اللمسة الساحرة والأسلوب البارع والموهبة الفذة وكان يتمتيز بتسديداته الرأسية الرائعة.
في 23 تشرين الأول (اكتوبر) نفخ بيليه شموع كعكة ميلاده الستين! وقبل فترة قصيرة بايعه عالم كرة القدم والفيفا كأفضل لاعب في
القرن العشرين (جاء مارادونا الارجنتيني معه في اللقب وبعده في الأفضلية)، وقبل هذا وذاك كانت رئاسة الجمهورية البرازيلية قد
أصدرت قراراً (بتأميم) بيليه كونه ثروة قومية لا يمكن التفريط فيها ،ثم توج علي عرش كرة القدم العالمية حين منحه النقاد والصحفيون
وكل المعنيين بكرة القدم لقب (ملك كرة القدم) ثم اطلقوا عليه اسم (الجوهرة السوداء) وغير ذلك من الاسماء الألقاب حتي سلمته حكومته
حقيبة وزارية.. فأصبح وزيراً للرياضة في بلده.. فمن هو بيليه؟
ديسون ارانتيس دوناسمينثو، هذا هو اسمه في السجلات المدنية لمدينة تريس كوراكوس التي ولد فيها عام 1940، هذه المدينة
البرازيلية التي تعشق كغيرها من مدن بلد القهوة (كرة القدم) حيث لا يخلو بيت من بيوت المدينة من (كرة. يتقاذفها الصغار والكبار
في الأزقة والشوارع وحتي فوق سطوح الابنية، اضافة الي أماكن وساحات اللعب.. وفي ساوباولو المدينة التي سجلت أعلي حالات
طلاق بين الأزواج بسبب كرة القدم، لعب ادسون الصغير في فريق صغار نادي سانتوس الشهير ثم قفز نحو الفريق الأول ثم المنتخب
البرازيلي وهو لم يكمل بعد الثامنة عشرة من عمره، وخاض منافسات بطولة كأس العالم عام 1958 في السويد، وكان في
الادوار الأوليللبطولة يجلس علي مصطبة الاحتياط يراقب عمالقة فريقه وهم يسحقون الفرق واحدة تلو الأخري وينتظر ان يبتسم له
الحظ أولاً ثم المدرب لينهض ويجري تمارين الاحماء (التسخين) ! وفي الدور الثاني للبطولة التي كانت تضم انذاك 16 فريقاً، كان
طاقم تدريب الفريق البرازيلي قد وضع في حساباته لخوض دور الثمانية ان ينال رضاء جمهوره عنالأداء والنتائج من خلال اسماء
النجوم، فالمدرب البرازيلي لا يعتبر نفسه يخاف الا من الجمهور الذي يفهم كرة القدم كما لا يفهمها غيره،فكل مشجع برازيلي يعتبر
نفسه مدرباً لهذا فوجئ الجميع بذلك الشاب النحيل ذي الـ17 عاما وهو يجري تمارين الاحماء للدخول مع العمالقة،ومع صيحات
الاستهجان نحو المدرب كان (ادمون) يراقص الكرة برشاقة ويمررها من تحت اقدام لاعبي الفرق الأخري، ويناول للطائر
جارينشيا الذي فوجئ بالكرات الجميلة التي تصله من هذا الشاب الذي لم تنبت اية شعرة فوق ذقنه بعد.ووضع بيليه توقيعه خمس
مرات في البطولة.. وفي المباراة النهائية أمام فريق البلد المضيف ، كان اسمه ضمن الأحد عشر نجما برازيليا حين تلاعب بالمدافعين
السويديين وتألق الي جانب (نلتون سانتوس وجارينشيا وديدي ونافا وزاجالو...)
الذين سجلوا خمسة أهداف في مرمي مضيفيهم ليرفعوا كأس (جول ريميه) لأول مرة.. وهو اسم كأس العالم سابقا.
وتكرر الفيلم نفسه عام 1962 في تشيلي حين رفع بيليه وزملاؤه كأس العالم مرة ثانية امام جمهورهم الذي ساندهم
بالآلاف في ملعب سانتياغوومثلما فعلوا بالسويديين في المباراة النهائية فعلوها بعد أربع سنوات مع التشيليين
في ملعبهم، ففي المباراة النهائية سجلوا ثلاثة أهداف ، مقابل هدف واحد ليدخلوا الحزن الي قلوب مضيفيهم
ولينتظروا 4 سنوات أخري ليدافعوا عما فعلوه مرتين متتاليتين وفي انتظار الثالثة.. لكن الثالثة لم تأت مثل
سابقتيها.ففي عام 1966 غادر البرازيليون مطار ساوباولو متوجهين لي بلاد الضباب حاملين أحلامهم
االكبيرة للفوز بكأس العالم للمرة الثالثة وهو ما يعني الاحتفاظ بها نهائيا، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي
السفن، فبعد اجتيازهم الدور الأول بصعوبة غادروا البطولة علي يد الفريق البلغاري(الضيف) الذي تعمد
اصابة نجم الفريق فقد أصيب بيليه اصابة بالغة في ركبتهأبعدته عن الفريق الذي تعثر وعاد خائبا الي
العاصمة البرازيلية ليجد المدرب وهو يخرج من باب الطائرة مفاجأة كبيرة في انتظاره حيث نصب
الجمهورالبرازيلي المتعصب والغاضب علي مدربه وفريقه (مشنقة) في باحة المطار.. لكن لحسن الحظ
لم يحدث شيء!
بعد خيبة الأمل التي طالت البرازيليين وفريقهم عقدوا العزم علي ان يعوضوا ما فاتهم، فتم
وضع دراسة علمية لاعداد الفريق لبطولة المكسيك عام 1970حتي ان الـ22 لاعبا الذين
مثلوا البرازيل في كأس العالم تلك ثم اختيارهم من بين 800 لاعب استدعوا
للاختبار.. وكان بيليه علي رأس القائمة ، وفي مكسيكو جن جنون البرازيليين، وقدم
نجومهم ما يشبه السحر والالعاب البهلوانية وتألق(كارلوس البرتو وتوستاو وريفيلينو
وجيرسون وجيرزينهو مع الملك) فتهاوت الفرق العالمية واحدة اثر الاخري، حتي ان
الفريق الايطالي ذا الدفاع القوي رمي بأربعة كرات برازيلية في المباراة النهائية
ولم تنفع طريقة الكاتشيانو الدفاعية (اللاعب القشاش) التي وضعها الايطاليون
فتناوب (الملك بيليه وتوستاو وجيرزينهو ثم كارلوس البرتو) علي طرق المرمي،
وليفتح البرازيليون خزانة اتحادهم الكروي واضعين كأس العالم فيها الي الأبد.في
هذه البطولة حدثت واقعة مع بيليه لا يمكن نسيانها، ولا بد ان يتذكرها الذين تابعوا
مباريات البطولة، ففي المباراة النهائية وفي الشوط الاول أمسك حارس المرمي
لايطالي الكرة ورمي بها بيديه نحو وسط الملعب حيث كان بيليه.. الذي لم
يتوان في اعادتها اليه فورا بضربة (طائرة) ليمسكها الحارس بصعوبة
مما اثار ضحك الجمهور الذي راح يصرخ (بيليه.. بيليه) كلما أمسك
الحارس الايطالي الكرة!
يقول ميشال هيدالغو مدرب الفريق الفرنسي عن بيليه انه لاعب كبير في فريق كبير، واذا ما التقي لاعب مثل بيليه
في فريق مثل البرازيل فالنتائج حتما ستكون كبيرة هي أيضا .لقد تميز بيليه بقوة جسمانية كبيرة وسرعة
هائلة بالكرة يصعب علي أي مدافع ان يقف تجاهها، وله سعة نظر يستطيع خلالها ان يري الملعب كله حين
يرفع رأسه قليلا وينظر سواء نحو زملائه أو خصومه ، اضافة الي هذا وذاك كان يسجل الأهداف بكلتا قدميه
وبرأسه وهو صانع اهداف من الطراز الممتاز خاصة عند تنفيذ طريقة (4 ــ 2 ــ 4) التي ابتكرها البرازيليون
، اما مهاراته الفردية فقد جعلت مشجعيه يقفون علي أقدامهم كلما وصلته الكرة ليتعرفوا علي الحركة الجديدة
التي سيقوم بها وما أكثرها.يقول هيدالغو لو حللته لرأيته لاعبا متكاملا 100%، يلعب بالقدم اليمني كما
باليسري وبنفس المهارة، مراوغ ممتاز يستطيع اجتياز أي مدافع بأي (حركة) بسيطة . اما لياقته البدنية ففي
أعلي مستوي.
ومنذ ان كان بيليه لاعبا وحتي اعتزاله ثم دخوله عالم المال والتجارة وحتي تسلمه حقيبة وزارة الرياضة، كان
يعتمد علي مجموعة من المستشارين يرجع اليهم فيكل شاردة وواردة، يستأنس بآرائهم ولا يتعجل في اتخاذ
القرارات، هادئ في حياته وعمله كما كان في الملعب حيث لم ترفع في وجهه طيلة حياته الرياضية أي بطاقة
حمراء!يقول عن كرة القدم عشقتها قبل 55 عاما في (كوراكوس)، كنت حينذاك لا ارتفع عن الارض سوي 60
سنتيمترا، وما زلت اعشقها وقدوصل ارتفاعي الي 170سم، ولا أدري ان كنت سأرتفع معها اكثر ام ان ذلك
توقف يوم اعتزالي ويضحك!يقول عنه زاجالو مدرب المنتخب البرازيلي(درب منتخب العراق عام 1986في
كأس العالم المكسيك): انه لطيف المعشر وكان زملاؤه في الفريق يتسابقون لمشاركته غرفته خلال سفرات
الفريق الوطني لأنه مريح في الحديث والسفر .ويوم أعلن بيليه اعتزاله اللعب رفض الملايين من محبيه ذلك
الاعلان وطالبوه بمختلف الطرق والوسائل من كل انحاء العالم بالبقاء فوق المستطيل الأخضر، لكنه اصر علي
ذلك لانه ايقن بأن ما قدمه لنفسه ولبلاده ولكرة القدم لا يمكن ان يتكرر أو يستمر ولأسباب كثيرة، فهو يعرف
قبل غيره ان اعتزال اللاعب وهو في قمة نجوميته أفضل من بقائه في الملاعب حيث يمكن ان تأتي الاخفاقات مما
يجعل رصيد الشهرة يهبط في بورصة النجوم .
علي موقع من مواقع الانترنت تابع للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) اختار عشاق كرة القدم من الشباب
نجم الارجنتين مارادونا كأفضل لاعب في القرن العشرين، وكانت الغالبية العظمي من المشاركين
في اختيارات الانترنت من اعمار (20 ــ 22 عاما) ، أي انهم من الذين شاهدوا فنون مارادونا ولم
يشاهدوا سحر بيليه لهذا جاء الاختيارمارادونيا هذا كلام الفيفا ولم نعرف كيف استطاعت
الفيفا ان تحدد الاعمار ام هي اعذار لتداركوضعها المحرج ولاننكر على بيليه فنه وسحره الم يمنحو
صغار السن اصواتهم لبيليه ام هي صفقه
اما اختيار الفيفا فكان دبلوماسيا ومناصفة بين الاثنين لكن وفق التسلسل المنطقيجاء بيله أولاً.يقول الف رامزي
مدرب منتخب انكلترا السابق والفائز بكأس العام 1966:بيليه اقترب من الكمال في أدائه للعبة كرة القدم أمامارادونا فهو
الكمال بعينه! .يا تري هل صدق (رامزي) في قوله؟ وهل يستحق مارادونا ان يوضع الي جانب بيليه..وما هي الأسس
التي وضعها الفيفا في اختياراته؟ ولا ندري هل يمكن ان نعتمد عليالمهارات الفنية فقط في اختياراتنا ونترك السيرة
الذاتية؟ وهل يصح ان نستبعد السلوك العام من معايير الاختيار؟ اسئلة نرسلها (للفيفا) ولا نطلب
جوابا عليها .
تأريخ الميلاد
23/10/1940
لعب لأندية سانتوس (البرازيل)
وكوزموس (الولايات المتحدة).
لعب للفريق الوطني البرازيلي 92 مباراة دولية
وارتدي القميص رقم 10
وسجل لبلده 77 هدفا دوليا.
استمر في اللعب 20 عاما
عددالمشاركات في نهائيات كأس العالم
1958, 1962, 1966, 1970
قادالبرازيل للفوز بكأس العالم لعام 1970
أهداف كأس العالم 12
وسجل في حياته 1258 هدفا في
1362 مباراة لعبها.
أحرز لقب هداف الدوري البرازيلي 11 مرة.
حاز مع سانتوس علي بطولة
كأس القارات مرتين، وكأس
ليبرتادروس مرتين
وكأس ساوبالو 8 مرات.. ومع كوز موس
علي بطولة الولايات المتحدة الأمريكية
هدف رقم 1000