أحمد يونس (( جارح ViP ))
عدد المساهمات : 1102 البلد : سوريا العمر : 28 العمل/الترفيه : أورغ - نت - بيرتون - المزاج : مرح و فضولي الطليعة : طليعة العقرب تاريخ التسجيل : 01/03/2009 نقاط العضو في المنتدى : 36356 سمعة الجارح في المنتدى : 7 الأوسمة :
| موضوع: رحلة الغية الصغيرة 8/3/2009, 2:05 pm | |
| قال البحر بصوته الأجش الوقور وهو يودع بناته الغيمات : - اذهبن نحو الشرق ، وستحملكن صديقتي الريح ، وإياكن أن تبددن ماءكن هباء.. في الشرق أراض كثيرة بحاجة إلى الماء .. هيا يا صغيراتي . اعتلت الغيمات متن الريح السريعة ، ويممن صوب الشرق وفي منتصف الطريق، قالت غيمة صغيرة لأخواتها: - من أين لأبينا البحرأن يعرف كل هذا.. لعل أراضي الشمال بحاجة إلينا أكثر ؟ ردت غيمة عاقلة : - ما زلت صغيرة .. فلا تخالفي أوامر البحر الحكيم. قالت الغيمة : - بل سأذهب إلى الشمال ، وأمنح مائي أول بقعة تطلبه ، انفردت الغيمة عن رفيقاتها ، واتجهت صوب الشمال . سارت كثيراً ، وقطعت مسافات شاسعة ، لكنها لم تجد سوى حقول خضراء تجري في وسطها الأنهار وغابات ووديان تطفح بالورود. اقتربت ، الغيمة من سهل أخضر تتوزع على جانبيه الأشجار ، ويقطعه نهر رقراق يغني بصوت عذب. قالت الغيمة : - ألا تريد مائي أيها السهل؟ أجاب السهل : - يا لَكِ من غيمة حمقاء !..لعلكِ ضللتِ الطريقَ.. ألا ترين هذا النهر الذي يمنحني الماء باستمرار؟! ابتلعت الغيمة الإهانة ، وتابعت سيرها إلى أن وصلت إلى حقل صغير نما نبته ، وازيَّنت أطرافه بأشجار الورد الصغيرة . قالت الغيمة: - جئت من البحر البعيد لأمنحك مائي أيها الحقل.. فافتح ذراعيك لي. ابتسم لحقل ، وقال ساخراً : - وهل ترين أنني بحاجة لمائك؟!.. إن صاحبي يسقيني كل مساء، ويعتني بتربتي ، ولا يدعني بحاجة لشيء .. اذهبي لغيري. ابتلعت الغيمة الإهانة الثانية ، وأكملت سيرها في أراضي الشمال ، فما وجدت أحداً بحاجة إليها. عندها أطرقت، وندمت على مخالفة أوامر أبيها البحر.. فأغضمت عينيها، واستسلمت للرياح. ولم تلبث أن مرت بها ريح سريعة، لمست الريحُ الحزن والندم مرتسمين على وجه الغيمة ، فلم تشأ إيقاظها ، وحملتها برفق على ظهرها، وسارت باتجاه الشرق. أفاقت الغيمة على صوت حزين متوسل : - أيتها الغيمة .. أيتها الغيمة.. أين كنت.. لقد تأخرت كثيراً . أنا بحاجة إليك. نظرت الغيمة إلى أسفل ، فرأت ( سيلة) قد تشقق وجهها من العطش ، ولوت سنابلها الصغيرة أعناقها . فركت الغيمة عينيها غير مصدقة، ودفعها الفرح إلى أن تبكي بغزارة، فتساقطت دموعها لتعانق الأرض العطشى، ولمحت قبل أن تتلاشى في أعماق التربة السنابل الصغيرة ترفع أعناقها وتبتسم للشمس. | |
|