أحمد يونس (( جارح ViP ))
عدد المساهمات : 1102 البلد : سوريا العمر : 28 العمل/الترفيه : أورغ - نت - بيرتون - المزاج : مرح و فضولي الطليعة : طليعة العقرب تاريخ التسجيل : 01/03/2009 نقاط العضو في المنتدى : 36356 سمعة الجارح في المنتدى : 7 الأوسمة :
| موضوع: قصة عصفور الجنة 8/3/2009, 1:34 pm | |
| كان عصفور الجنة الجميل في طريق عودته إلى عشِّهِ وصغارهِ ، حين سمع صوتاً حزيناً متوسلاً يناديه: - أيها العصفور .. أيها العصفور ! نظر العصفور إلى أسفل ، فرأى صديقه حقل الحنطة كان حقل الحنطة حزيناً يابس الوجه.. وكانت عيناه تتوسلان قال العصفور : - ماذا تريد أيها الحقل؟ قال الحقل بحزن : - لقد تأخرت عليَّ الغيوم .. ولم تعد سنابلي الضعيفة قادرة على تحمل العطش الشديد .. أرجوك ساعدني . قال العصفور : - أساعدك؟.. وهل أنا غيمة حتى أتحول إلى مطر؟! قال الحقل: - لا .. لم أقصد ذلك . - ماذا تقصد إذن ؟ - أقصد ان تعود أدراجك إلى صديقاتي الغيمات. وتخبرهن أنني بحاجة ماسة إلى الماء.. وهنَّ لن يتأخرن عن المجيء إليّ .. أرجوك . أطرق العصفور لحظات ، ثم رفع رأسه وقال : - أنا آسفٌ أيها الحقل .. لقد أمضيت نصف النهار وأنا أبحث عن الطعام لأطفالي .. وها أنذا عائد به إليهم.. ثم أنني متعب .. أنا آسف . صاح الحقل : أرجوك أيها العصفور .. سأموت. وتابع العصفور طيرانه غير عابئ بتوسلات الحقل المسكين ، سمع الحوار غدير صغير كان ينام باسترخاء إلى جوار الحقل. هزَّ الغدير رأسه وتمنى لو يتحول إلى نهر .. نهر كبيريكفي لإسكات عطش الحقل الصديق. ومرت الشهور .. وجاء الصيف بدفئه وشمسه وأحلامه . أفاق عصفور الجنة من نومه . نظر إلى فراخه. كانوا يغطون في النوم . ابتسم ،ثمَّ فرد جناحه ، وطار ليبحث لهم عن طعام الإفطار. دار العصفور ، وبحث كثيراً .. إلا أنه لم يوفق في الحصول على الطعام . وأخيراً تذكر صديقه حقل الحنطة . قال لنفسه: ( لا شك أنه الآن مكتنزٌ بالسنابل الذهبية ) .. ثم طار باتجاه الحقل . وهناك ، فوجئ العصفور .. كان الحقل حزيناً صامتاً لا أثر للحياة فيه . تساءل العصفور : ( أين السنابل الذهبية التي كان الحقل يمتلئ بها كل عام؟ ) ... ولما لم يجبه أحد ، طار ليتابع بحثه الطعام. اقترب العصفور من الغدير الصغير وهو يشعر بعطش شديد . وعندما حاول أن يضع منقاره في الماء صاح به الغدير : - توقف أيها العصفور .. لن أدعك تشرب من مائي ! - لماذا أيها الصديق.. إنني أكاد أموت عطشاً ؟! صرخ الغدير : - لا تدعني صديقك . - لماذا أيها الغدير ؟ - لأنَّ الصديق هو الذي يحترم أصدقاءه ويعمل على مساعدتهم إن هم احتاجوا إليه . قال العصفور : - وهل قصَّرْت في مساعدتك يوماً ؟ قال الغدير : - لا .. ولكنك قصّرت ، بل امتنعت عن مساعدة أعزّ أصدقائنا. قال العصفور : - ومن الذي امتنعتُ عن مساعدته؟ - جارنا الحقل.. إلا تذكر موقفك معه في الشتاء الماضي .. ألا تذكر توسلاته إليك قبل أن يموت ؟ أطرق العصفور مسترجعاً في خياله صورة الحقل الذي رآه قبل لحظات بلقعاً لا حياة فيه .. وتذكر ما جرى بينهما من حوار في الشتاء الماضي .. وكيف صمَّ أذنيه عن سماع توسلات الحقل المسكين. شعر العصفور بالألم.. وبأنه السبب في موت صديقه فبكى ... ويُقال إن العصفور قطع على نفسه عهداً منذ ذلك اليوم بأن يبحث طوال الشتاء عن الغيوم ويدعوها لسقاية الحقول العطشى. لذلك ، ولكما أوشك المطر ان يهطل ، نرى عصافير الجنة تطير قريباً من الأرض وكأنها تبشرها بقدوم المطر. * * * | |
|